آفاق مسعود: "المستخدم لا تهمه القواعد وإنما تهمه الكلمة التي يبحث عنها".

آفاق مسعود: "المستخدم لا تهمه القواعد وإنما تهمه الكلمة التي يبحث عنها".

كاتبة الشعب الأذربيجاني، ورئيسة مجلس إدارة مركز الترجمة الحكومي الأذربيجاني السيدة "آفاق مسعود" تجيب على أسئلة وكالة "آذرتاج" للأنباء.

- السيدة "آفاق"، كيف ظهرت الحاجة إلى "قاموس التدقيق الإملائي للغة الأذربيجانية" الجديد الذي أعده ونشره مركز الترجمة الحكومي الأذربيجاني؟

- نشأت هذه الحاجة نتيجة لتنفيذ المهام المحددة أمام مركز الترجمة، كمؤسسة لغوية رائدة في البلاد. وقد كشفت منذ عام 2015م عمليات التفتيش على كل من المواقع الإلكترونية الحكومية، والمراسلات بين منظمات، والوسائل اللغوية والتدريسية، ووسائل الإعلام، والمنشورات الفنية، والدبلجة، فضلا عن المجالات الأخرى ذات الصلة، أن أخطاء اللغة والترجمة نشأت عن مصدر واحد، أي عن قاموس التدقيق الإملائي الذي وظيفته الرئيسية هي بيان الهجاء الصحيح للكلمات. وواجهتنا الحقيقة المرة في بداية العمل وهي أن الوضع أسوأ مما كان يبدو بكثير، وأنه لا يمكن حل المشكلة بإزالة أي نقائص أو نواقص. باختصار، أدركنا أنه إذا كان الكتاب الذي يحدد مفردات اللغة الأذربيجانية، وقواعد التهجئة الصحيحة في هذه الحالة فإن الجهود المبذولة لحماية نقاء لغتنا واستخدامها الصحيح، ووتدابير متخذة للتحسين على نطاق واسع، يجب أن تُوَجّه إلى مكافحة "النتيجة". الأمر الذي اقتضى إعادة إعداد قاموس التدقيق الإملائي للغة الأذربيجانية.

- ما الذي يميز قاموس التدقيق الإملائي الجديد عن القواميس السابقة؟

- قبل كل شيء، القاموس الجديد يلبي متطلبات تنسيق القاموس الإملائي. ويعكس الصورة الحقيقية للمفردات في اللغة الأذربيجانية، ويقدم الهجاء الصحيح للكلمات. كما حُذفت الآلاف من الكلمات والمصطلحات المكتوبة بشكل غير صحيح، والمكتوبة بطريقتين أو ثلاثة طرق، والأصوات غير ضرورية، التي لا تتناسب مع مفهوم الكلمات، كأصوات الحيوانات منها مواء الهرة، ونباج الكلب، وصياح الديك، والكلمات المركبة، والكلمات التي أضيفت لها لاصقة وشُوّهت، وإدخال أكثر من 9000 كلمة أذربيجانية غير مدرجة في القواميس السابقة، وتحسين المصطلحات المستخدمة في حياتنا الحدثية وقضايا أخرى مماثلة.

- من المعلوم أنه تظهر العديد من القضايا المثيرة للجدل كل مرة عندما تُنشر قواميس التدقيق الإملائي. وعلى وجه الخصوص، يبدي اللغويون ملاحظتهم على قواعد وكلمات معينة في القاموس. هل أخذ مركز الترجمة الذي ترأسينه في عين الاعتبار هذه المشكلات عند إعداد القاموس الجديد؟

- في الواقع، لا يهتم مستخدم قاموس التدقيق الإملائي بالقواعد، وإنما يهتم بالكلمة التي يبحث عنها لمعرفة التهجئة الصحيحة. وأما القواعد فإنها تحتاج إلى تعديل وتصحيح جديين في الوضع الحالي. ولا أريد إطناب الكلام في هذا الموضوع. وبذل المركز فصارى جهده من أجل عدم مماطلة المسألة وإعداد قاموس جديد من أجل تزويد المستخدمين والمؤسسات بأدوات تهجئة محسنة في أسرع وقت ممكن، وبالطبع، أخذ في الاعتبار القواعد الموجودة عند تحقيق هذه العملية.

- سبق ونشرت ستة قواميس التدقيق الإملائي خلال 90 عاما من تاريخ معجم اللغة الأذربيجانية. ويحتوى القاموس الأخير على 110 ألف كلمة. ولكن قاموس التدقيق الإملائي للغة الأذربيجانية يحتوي على 65 ألف كلمة، ما سبب ذلك؟

- لقد ذكرتُ مرارا وتكرارا في المقابلات التي أجريتها حول المؤشر الكمي للمفردات، لم تحدد كمية مفردات أي لغة في تاريخ اللسانيات خصوصيتها أو قدمها أو ثراءها أو كمالها. والفضية الأساسية هنا أن تعكس بدقة وبشكل لائق مفردات اللغة، وعادات وتقاليد كل شعب، وتاريخه، وحياته اليومية، بالختصار، مجال وفرص استخدام اللغة لتقديم الكلمات في تهجئة صحيحة. أما بالنسبة للإحصائيات التي نشرت في أحدث قواميس التهجئة، فقد أظهر التحليل والبحث أن هذا النمو المصطنع للكلمات هو عملية مدمرة تهدف إلى إهانة اللغة والعقلية الوطنية، وقد نُفذت لسنوات عديدة تحت شعار "دعونا نثري مفردتنا". وأعتقد أن هذا الجانب من القضية يجب أن يدرس بعمق وتفصيل. ولسنا بصدد عمل فني أو علمي، أو قاموس للغة أجنبية، ولكننا بصدد شعارنا الوطني الذي لا يقل أهمية عن أهمية شعار وعَلم الدولة، وهو الكتاب – القانون الأساسي للغة الأذربيجانية. وكما نحمي شرف وكرامة عَلمنا وشعارنا، فإن الواجب المقدس لكل أذربيجاني حماية شرف وكرامة لغتنا. تعد أذربيجان اليوم واحدة من الدول الرائدة في العالم في إقامة علاقات وثيقة مع المجتمع الدولي في جميع المجالات، وبالطبع فإن اللغة الأذربيجانية كوسيلة للتواصل الرسمي وغير الرسمي تفتح الطريق أمام العالم يوما بعد يوم، وتتواصل مع اللغات الأخرى من خلال الترجمة، وتصبح ذات صلة، وتتم دراستها وبحثها وتدريسها. وكما تعرفون يحضر بعض السفراء والدبلوماسيون الأجانب دورات اللغة الأذربيجانية في المركز، وعندما يسألون عن معنى بعض الكلمات الغريبة التي يجدونها في قواميس التدقيق الإملائي السابقة، في الحقيقة، لا يعرف المدرسون كيف يشرحون لهم معانيها. وإلى جانب كون لغة كل أمة ثرواتها القومية والروحية فإنها تعد شعارا من شعارات الدولة. ونقوم حاليا بالتحضير للنشر تصنيفا يعكس الصورة الدقيقة للكلمات المحذوفة من القاموس. وسوف تُنشر هذه الوثيقة التاريخية التي تضم أكثر من 50 ألف كلمة في شكل كتاب، وتُقدم إلى لجنة اللغة الحكومية في جمهورية أذربيجان لفحصها.

- السيدة آفاق، ما هي المصادر والمعايير التي تُستخدم عند إعداد القاموس الجديد والبحث عن أصل الكلمة؟ ما هي الابتكارات؟

- عندما بدأنا بإعداد القاموس الجديد، درسنا قواميس التدقيق الإملائي التي نُشرت منذ عام 1929م. وأما فيما يتعلق باختيار الكلمات، فإننا درسنا وعالجنا مجموعة من القواميس منها: "قاموس توضيحي للغة الأذربيجانية" و"قاموس اشتقاق الكلمات للغة الأذربيجانية" و"قاموس لغة محلية للغة الأذربيجانية" و"قاموس العبارات الاصطلاحية للغة الأذربيجانية" و"قاموس الكلمات العربية والفارسية المستخدمة في الأدب الأذربيجاني الكلاسيكي"، و"مفردات الملاحم الأذربيجانية" وغيرها، وتم تحليل كل كلمة اتفِقَت على عدم إدخالها في قاموس التدقيق الإملائي الجديد بالتفصيل، على الرغم من أن القواميس القديمة كانت تضمها. بالمناسبة، للأسف يجب أن أقول إن العديد من هذه المصادر معيبة ومليئة بالأخطاء. وننوي تحسين هذه القواميس في المستقبل. وأما الابتكارات، فقد حققنا الكثير على مدار السنوات الخمس الماضية لإنتاج أداة تهجئة مثالية. وكما قلت سابقا، أدخلنا المفردات في تهجئة واحدة صحيحة، وكانت هذه المفردات والمصطلحات مكتوبة بشكل غير صحيح، أو قُدمت في اثنين وأحيانا في ثلاثة متغيرات، وأبقينا المفردات المستخدمة فقط من الآلاف من الكلمات العربية والفارسية وغيرها، واحتفظنا فقط بالأصوات ذات المعنى المحدد من بين أكثر من ألفي صوت مقلد ومشتقاته، ومن أجل بيان معنى الكلمات القديمة التي لا يفهم معناها أوردنا توضيحها، وأيضا على الرغم من أنها تبدو متشابهة، تم شرح الكلمات والمصطلحات ذات المعاني المختلفة، وأدرجنا في قسمي "الأسماء الجغرافية لجمهورية أذربيجان" و"الأسماء الجغرافية للعالم" في القاموس الجديد أسماء البلدان والمدن التي لم تكن مدرجة في قواميس التهجئة السابقة، وأضفنا أقسام "أسماء الموسيقى الوطنية الأذربيجانية" و"أسماء السجاد الأذربيجاني" وإلى ألخ.

- وفقا لقانون لغة الدولة في جمهورية أذربيجان، يجب تحسين قاموس التدقيق الإملائي ونشره كل خمس سنوات على الأقل، ما هي أهداف مركز الترجمة التي ترأسينه في هذا الصدد؟

- ننوي نشر الكتاب كل عام مع مراعاة الطلب الجماعي على قاموس التدقيق الإملائي الجديد. بعد نشر القاموس يتلقى المركز عددا لا حصر له من المراجعات والمكالمات. أعتقد أن هذا القاموس الذي يحتاج إليها كل شخص أذربيجاني، وكذلك المؤسسات والمنظمات، يجب نشرها من 50 ألف إلى 100 ألف نسخة. أصدر المركز القاموس في حدود إمكانياته مبدئيا في 500 نسخة هذا العام. ويجري إعداد رسالة إلى رئيس جمهورية أذربيجان، ورئيس لجنة لغة الدولة السيد "إلهام علييف" بخصوص تخصيص الأموال للنشر الجماعي للكتاب.  نعتقد أن الرئيس الذي يواصل اليوم بنجاح سياسة لغة الدولة التي أسسها "حيدر علييف"، سيكون حساسا تجاه هذه القضية مثل أي قضايا أخرى.

مقالات أخرى