رجل كريم

رجل كريم

أنشئ "المتحف التذكاري الخاص بحاجي زين العابدين تاجييف" في القصر (يسمى حاليا متحف التأريخ الأذربيجاني الوطني) الذي عاش فيه تاجييف من أجل تخليد ذكرى محسن الشهير الأذربجاني حاجي زين العابدين تاجييف. يتكون المتحف من تسع غرف.

ان مختلف الإدارات والمنظمات مارست انشطتها في هذا المبنى. كان ينزل في هذا المبنى الضيوف الأجانب خلال حقبة جمهورية أذربيجان. كان المبنى يستخدم كدار أيتام في الحقبة السفياتية.  

تمت مصادرة كل أموال وثروات وإمتلاك الأغنياء الأذربيجانيين وفقا لقرار الحكومة السوفيتية. ولكن سمحت الحكومة لتاجييف أن يقيم في كشكه في مردكان بفضل عون ناريمان ناريمانوف. في الحقيقة كان تاجييف وأسرته لا يتعرض لظلم الهكومة حتى عام ١٩٢٤. ولكن صودرت أيضا أكشاكه في مردكان بعد إرتحاله. عاشت زوجته السيدة سونا في فقر بعد وفاته. تعرض اولاده لضغوط مختلفة.

 حاول تاجييف دائما أن يبذل قصارى جهده من أجل رفاهية الأمة.

ان تأسيس مدرسة البنات هو واحد من أنشتطه الالخيرية. وقد لجأ تاجييف إلى تكتيك أكثر ذكاء من أجل مواصلة التعليم فيها وفقا للمعلومات التي يحتويها الكتاب "عن تأريخ مدرسة البنات لتاجييف" لفرهاد جباروف مؤرخ وموظف "المتحف التذكاري الخاص بحاجي زين العابدين تاجييف". هكذا آجر الطابق الأول من المبنى وغلق المدخل الى ساحة المدرسة. اما بوابة المدرسة هو كان رجل كبير في السن ومتزوج. ولكن بقية العاملين في المدرسة كانت تتكون من النساء. كان تاجييف رئيس مجلس الأمناء و زوجاته السيدة سونا كانت نائبه في المدرسة. كانا يذهبان إلى المدرسة وكانا يعطيان للتلاميذ هدايا معا.  

كان تاجييف يساعد الطلاب اللذين كانوا يتلقون العلم في الدول الأجنبية ويحتاجون لدعم مادي بانتظام.

بني مبنى مسرح الكوميديا الموسيقية الأذربيجاني من قبل تاجييف. أرسل صدقي روح الله و ميرزا آغا علييف من فبل رئاسة المسرح  الى تاجييف لدعوته إلى حفل افتتاح المبنى في عام ١٩٢٢ بعد الانتهاء من ترميمه. قد عززت الحكومة السفييتية موقفها في ذلك الوقت. كان يشارك في حفل افتتاح المفوضين وكبار المسؤولين الحكوميين. لما دخل تاجييف القاعة وقف الجميع وصفق له. قال تاجييف في خطابه: "انا اشعر بهذا الشعور للمرة الثانية. عندما لمست الحجر المقدسة في أثناء زيارة الحج كنت متأثر جدا كما تأثرت في هذا اليوم".

يمكن العثور على معلومات عن تاجييف في أي كتاب تارخي تم تأليفه في نهاية القرن التاسع عشر و أوائل القرن العشرين. مثلا يمكن العثور على المعلومات عن قدر معين من المال الذي أرسله تاجييف إلى المدرسة التي بنيت في أي منطقة نائية في روسيا. تحتوي الأرشيفات على كل الوثائق المحاسبية المتعلقة بهذه المساعدات المالية. ويشتمل الأرشيفات أيضا على اسماء المدن التي ساعد لها تاجييف وهي لا تعد ولا تحصى. خصص تاجييف الأموال لتشييد المباني والمراكز الثقافية والمدارس في هذه المدن. ان مجال التعليم كان اوسع من المجالات التي خصص تاجييف لها أكبر قدر من المال. اما بناء المساجد كان مجالا ثانيا، لأن تاجييف كان شخصا متدينا جدا.

لم تجاوز تاجييف عن عاداتها الخيرية بعد مصادرة جميع ممتلكاته من قبل الحكومة السفييتية في عام ١٩٢٤ وفقا للمعلومات التي يحتويها الكتاب "اقوال المعاصرين لتاجييف فيما يتعلق به" لفرهاد جباروف.

تمر السنوات وتتغير الأجيال ولكن الخيرات لا تنسى أبدا.

 

 

مقالات أخرى