حزنك حزننا يا تركيا!

حزنك حزننا يا تركيا!

 

حزنك حزننا ونحن روح واحدة في جسمين يا تركيا... إن النازلة الممضة، والمصاب الجلل، والجروح الدامية، والزلزال الذي ضرب تركيا العزيزة وأودى بحياة آلاف من الأعزاء من الأخوة والأخوات والأبناء والبنات هزت أذربيجان بأكملها، كما هزت العالم، وتركت جروح عميقة ونازفة غير قابلة للشفاء.

هناك أطفال صغار لم يفهموا بعد ما الذي حصل... وشباب شجعان وشيوخ ومراهقون حاولوا إنقاذ الموطنين والأطفال والنساء وكبار السن بعد أن نجوا من تحت الأنقاض... وأمهات احتضن أطفالهن تسعى إلى حمايتهم مهما بلغ الثمن... وأب يائس مسك بصبر اليد الهامدة لابنته البالغة الخامسة عشر من العمر، فقدت حياتها تحت الأنقاض وهي تمد يدها طالبة المساعدة، وكأنه سيظل ماسكا يدها حتى نهاية عمره... ورغم وقوع هزات ارتدادية عقب الزلزال المدمر فهناك ممرضات شجعان وأطباء متفانيون والصحافيون والمصورون ورجال الإنقاذ والسائقون وعمال لا يهمهم الوقوع تحت أنقاض الزلزال يسرعون مضحين بحياتهم في سبيل إنقاذ أرواح الأخرين بدلا من الهروب لإنقاذ حياتهم...

وقد أظهر كل ما وقع من هذه المشاهد، وأحداث اليقظة والصادمة للبشرية جمعاء مرة أخرى قوتك وعظمة قلبك وروحك التي تستمد قوتها من الحب اللامتناهي لله والإنسان والحياة... لقد كُتبت صفحة جديدة في التاريخ التركي المجيد...

لا تستسلمي، ولا تفقدي عزمتك وأملك يا رمز المتانة والنصر!

تحيا تركيا وتزدهر ليشرق العالم بنورها!

 

مقالات أخرى